هل تؤمن المسيحية بوجود الحسد؟!

 العين فلقت الحجر!!!!

مفهوم الحسد في الكتاب المقدس

لانكم بعد جسديون. فإنه إذ فيكم حسد وخصام وانشقاق ألستم جسديين يسلكون حسب البشر " (1كو 3: 3)
الاعتقاد بوجود الحسد : -
الحسد متأصل في منطقتنا العربية ،فهو موجود منذ القدم منذ عصر مصر الفرعونية اشتهرت عين حورس بأنها تدرأ الحسد، وفي سومر كانوا يعلقون التمائم على أبواب البيوت للغرض ذاته.
و لدرء الحسد قد يُقدم الناس على أمور عجيبة، كأن يطلق بعضهم على أولاده أسماء قبيحة ، فترى أحدهم ينادي أبنه أمام الناس "زبالة" ! .. وذلك لكي لا تناله عيون الحاسدين، وهناك من يلبس ولده الصغير ملابس البنات ويطيل شعره، خصوصا عندما يكون الولد جميلا، أو يهمل نظافته حتى ليظن من يراه أنه متشرد، وشاهدت عدة مرات في سوريا شبابا ورجالا يلبسون القميص الداخلي بالمقلوب!
كل ذلك من أجل إبعاد العين الشريرة.
ومنهم من يمنع المرأة العاقر من دخول منازلهم، لئلا تحسد أطفالهم ولو عن غير قصد منها !
هذه الأمور وغيرها لم تكن غريبة عن مجتمعاتنا في الماضي ، خصوصا فيما يتعلق بالأطفال ، كونهم كانوا يموتون بكثرة لعدم توفر الدواء والطبيب ، وكان هناك اعتقاد راسخ بأن مرض الطفل وموته سببه العين الحاسدة، وحتى في أيامنا هذا فليس من الغريب بأن تسمع أما تردد بغضب وهي تحمل طفلها المريض قائلة: " لقد حسدوه لم يكن به شيء!"
وهناك أمور أخرى قد يقوم بها الناس لحماية أنفسهم من الحسد ، كالرقية وتعليق التمائم ولبس الحجب، وتعليق حذاء قديم خلف السيارة الجديدة، وتلطيخ جدار البيت الجديد بالدم
ولعل " الخمسة " التي تكون على شكل يد في وسطها عين زرقاء مفتوحة هي الأشهر فتعلق في البيوت والسيارات وقد تلبس كقلادة، ومنها جاء القول المأثور: "خمسة وخميسة"
والبخور والحرمل وسيلة أخرى تستعمل لرد العين الحاسدة، حيث دأبت بعض ربات البيوت على تبخير منازلهن لحماية أحبابهن وهن يرددن: "عين الحسود فيها عود"

الحسد بمفهوم الكتاب المقدس:-
ان عبارة الحسد والعين الشريرة التي ذكرها الكتاب المقدس لا تعني المفهوم الذي يؤمن به بعض الناس في ايامنا هذه فذكر الكتاب المقدس بعص الآيات عن الحسد والعين الشريرة، ان المقصود منها بمفهوم الكتاب المقدس هو واحد في جميع الآيات، فهي لا تعني المفهوم الذي ذكرناه سابقا عن ايمان الناس بالحسد.
1- " واعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى عهارة نجاسة دعارة. عبادة الاوثان سحر عداوة خصام غيرة سخط تحزب شقاق بدعة. حسد قتل سكر بطر وامثال هذه التي اسبق فاقول لكم عنها كما سبقت فقلت ايضا ان الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله" (غلا 5: 19- 21) فالحسد هنا هو الحقد الذي لا يريد النجاح لأي انسان وهو من اعمال الجسد، والحقود كتلة من الشر والعمى الروحي. وقد وضع الحاسد بجانب القاتل والبطران وهم لن يرثوا ملكوت الله!
2- "اما قوم فعن حسد وخصام يكرزون بالمسيح واما قوم فعن مسرة " (في 1: 15)
المقصود بالحسد والخصام هنا اليهود الذين قبلوا المسيح (المتهودين ) ولكنهم يؤمنون بضرورة اتباع الاممي للناموس (من غير اليهود) مدة من الزمان قبل ان يتعمد ويصبح مسيحيا.
فالحسد هنا هو العمل بتكبر وتباهي وهو عكس كلمة "مسرة"
3- " وان كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلما. فان كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون " (مت 6: 23)
تعبير العين الشريرة يقصد به الانسان الذي احب العالم كل ملذاته وشهواته لذلك يصبح جسده كله مظلما خاليا من نور القداسة.
4- وفي مثل الفعلة في الكرم قال صاحب الكرم لبعض العمال المتضايقين من الاجر " او ما يحل لي ان افعل ما اريد بما لي. أم عينك شريرة لاني انا صالح "( مت 20: 15)
العين الشريرة هنا هي اشارة للحسد، وقيلت هذه العبارة للعمال الذين حسدوا رب العمل أي تضايقوا منه لأنه اعطى كل العمال نفس الاجر بغض النظر عن من عمل اكثر من الاخرين.
وهذه الآية تعزية لمن يتوب عن خطاياه حتى لو جاء متأخرا كاللص اليمين، فالرب سيكافئه مثل القديسين الذين تعبوا كثيرا، وباب التوبة مفتوح دائما.
الخلاصة:
عبارة الحسد والعين الشريرة هما مصطلحان كتابيان للدلالة على الحقد والغيرة وتمني زوال النعمة من الاخرين
وكما قال البابا شنودة "حياة الانسان في يد الله وليست في يد الناس ولايهمنا مايدبره الناس لنا انما ما يريده الله لنا"

Post a Comment

أحدث أقدم