البدايات The beginnings
تحليل أدبي في حياة الأولين
قبل البدء
قبل أن يكون هناك زمان أو يوجد مكان ..
قبل البدء حيث لا شي موجود .. غيره ..
وإذ لم تكن حياة الا فيه و به فقط ..
حيث لم يوجد كائن اخر غيره ولا أكوان موجودة
كان وحده الموجود، قديم الأيام ،الازلي
الذي ليس قبله ولا معه احد ، الموجود دون واجد ،ولا آخر سواه ،كائن بذاته ،متفرد بوجوده ،مصدر لنفسه ،حكمته الناطقة تمجده، وهو يحب كلمته ويمجده، حي بل هو الحياة بروحه وحده
كان الواحد الذي لا ثاني له ولا شريك ولا معين بل هو وحده غني عن كل ما عداه .
وحده الموجود الناطق الحي
. هو الله
الواحد الموجود بذاته
الناطق بكلمته
الحي بروحه
هو الواحد يتفاعل في شخصه الواحد شخوص اقانيمه :
فالذات الموجود (آب)
والحكمة المولود منه (ابن)
والحياة فيه (روح)
فالآب يحب الابن والروح
والابن يحب الآب والروح
والروح يحب الآب والأبن
حتي كانت تلك اللحظة التي خاطب بذاته كلمته :
_ لنصنع اكواناً وكائنات ولنمنح الحياة لهم وليفض هذا الحب علي من نخلق
فأمر كلمته فَوِجِدَ الكون وبارك بروحه ما صنع.
وصنع لنفسه مسكناً مع كائناته الأولي .. فكانت السماء .. وكانت الملائكة
جيوش من ربوات يصعب احصائها
طغمات سماوية من السيرافيم والكروبيم (الشاروبيم) و عُرُوشًا وسِيَادَاتٍ رِيَاسَاتٍ و سَلاَطِينَ والقوات اي الجنود ( صباوؤت)
و كان رؤسائهم السبعة ..
ميخائيل وجبرائيل و رافاييل و سوريئيل سداكيئيل و سراثيئيل و انانيئيل
والثامن المنفرد والأبهي وسطهم ..
وربما لم يكن مثله بينهم ، انه الرئيس الذي يخضع له ثلث جند السماء ويرونه تاج الجمال والممتلئ بالمجد والبهاء
كانت حكمته التي اعطيت له تميزه عن الكل
انه لوسفير او "هيوسفوروس " اي حامل النور ، انه زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ الكوكب المنير الذي يشرق به ضوء الصباح
انه اللامع المنير ، ذو الطبيعية النورانية ، لقد احبه الأزلي وميزه وأعطاه ما لم يعطي لغيره فكان هو خَاتِمُ الْكَمَالِ، مَلآنٌ حِكْمَةً وَكَامِلُ الْجَمَالِ
لقد كان الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ من الكاروبيم الذين كانت مهمتهم حول عرش الازلي التسبيح المستمر والصراخ المستمر امامه
قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ، قُدُّوسٌ رَبُّ الْجُنُودِ.
كان هيوسفورس (لوسفير)كاروباً مظللاً هو الاقرب إلي العرش متأملاً دوماً في العظمة معلنا الخضوع الدائم و تنفيذ ما يؤمر به من قِبل الخالق العظيم .
انه الكروب الممسوح ، لقد مُسحَ ملكاً لرفقائه من الملائكة
كان كاملاً في جميع طرقه منذ خُلق ، كان تاج البهاء علي رأسه مزين بكل حجارة كريمة
كان له مجد غير عادي ..
كُلُّ حَجَرٍ كَرِيمٍ سِتَارَتُه، عَقِيقٌ أَحْمَرُ وَيَاقُوتٌ أَصْفَرُ وَعَقِيقٌ أَبْيَضُ وَزَبَرْجَدٌ وَجَزْعٌ وَيَشْبٌ وَيَاقُوتٌ أَزْرَقُ وَبَهْرَمَانُ وَزُمُرُّدٌ وَذَهَبٌ. أَنْشَأُوا فِيه صَنْعَةَ صِيغَةِ الفُصُوصِ وَتَرْصِيعِهَا يَوْمَ خُلِقْ
كان لوسفير هو الْكَرُوبُ الْمُنْبَسِطُ الْمُظَلِّلُ، وَأَقَامه الأزلي عَلَى جَبَلِ اللهِ الْمُقَدَّسِ.
بَيْنَ حِجَارَةِ النَّارِ تَمَشَّيَ.
كانت كل الامور في السماء تخضع للازلي كلي الحكمة ،الكل يسبح ويمجد ذلك الواحد الموجود قبل الزمن الناطق بحكمته والمعطي الحياة بروحه
إلي أن حدث ما لايمكن تصوره
لتتغير الصورة تماماً ويحدث الارتباك وتنتفض جموع الملائكة ويتدخل كلي القدرة وصاحب السلطان ليعيد ترتيب الأمور ..
فما الذي حدث ؟
وما الذي اربك المشهد السمائي ؟
وكيف تحول الهدوء الي شغب ؟
وما موقف الأزلي الخالق من كل هذا ؟
لمتابعة البدايات الجزء التاسع اضغط هنا
عصام الجوهري
كاتب وروائي مصري
4/6/2020
إرسال تعليق