حدود المحبة 

         بعد أن توفى والدها، نالت الفتاة المراهقة ذات الثلاثة عشر عاماً تدليلاً شديداً من أفراد أسرتها بحجة تعويضها عن حنان الأب الذي فقدته. وبمرور الأيام، تزايد تمرد تلك الأبنة المدللة على والدتها بسبب وبدون سبب. فهي لا تريد أن تستمع لنصائح أمها، ولا تريد أن تمتثل لطاعتها أبداً. وفي إحدى الليالي، وصل الأمر بهذه الفتاة إلى ذروته. فقد رن جرس التليفون في منزل الفتاة، وكان المتحدث مأمور قسم الشرطة الذي يقع منزلهم في دائرته. طلب المأمور من الأم أن تحضر حالاً إلى القسم لاستلام ابنتها المحتجزة هناك بتهمة إحداث شغب وتلفيات في أحد المحال العامة. أسرعت الأم إلى قسم الشرطة واستلمت ابنتها التي تم الإفراج عنها بأعجوبة. لكن حالة من الصمت التام سادت بينهما حتى وصلتا إلى المنزل، حتى في المنزل لم يدر بينهما أي حديث، فلقد كان الموقف صعباً على الأم إلى الدرجة التي لم تستطع بها أن تنطق بأي كلمة مع ابنتها، بل تركتها تدخل حجرتها لتنام.

 في مساء اليوم التالي، كسرت الأم حاجز الصمت بينها وبين ابنتها فأعطتها هدية مغلفة بغلاف أنيق. أخذت الابنة الهدية وفتحتها بلا مبالاة. كانت الهدية عبارة عن قطعة صغيرة من الصخر موضوعة داخل صندوق. تأملت الابنة هدية أمها ثم قالت : "ودي ممكن أعمل بيها إيه؟" فردت الأم : "مع الهدية كارت، اقرإيه وستعرفين الإجابة "قرأت الابنة الكارت، وعندها امتلأت عيناها بالدموع، ونهضت من مكانها وعانقت أمها طويلاً. كانت الأم قد كتبت لابنتها هذه العبارة:

 "أهدي إليك صخرة عمرها الآن 200 مليون سنة حسب تقدير علماء الجيولوجيا. وهذا ما أود أن تعرفيه جيداً، أنني لن أفقد الأمل أبداً في إصلاحك، حتى لو تطلب الأمر مني أن أحتمل حماقاتك بعمر هذه الصخرة. لأني أحبك.

Post a Comment

أحدث أقدم