البدايات The beginnings
تحليل أدبي لشخصيات الأولين (3)
ثَبَّتَ لي الأرض !!
بقلم/عصام الجوهري
بعدما خلق الله غلاف الأرض الجوي ودعاه جَلَداً كانت المياه تغمر وجه الأرض ولم تظهر اليابسة بعد
فأمر الله فاجتمعت المياه إلى مكان واحد في القاع متفرق في السطح وسمي بحاراً
لِتَجْتَمِعِ الْمِيَاهُ تَحْتَ السَّمَاءِ إِلَى مَكَانٍ وَاحِدٍ، وَلْتَظْهَرِ الْيَابِسة وَكَانَ كَذلِكَ.
وظهرت اليابسة و وصل النور السديمي الي الأرض وراحت تجف من مياهها فتنكمش قشرتها السطحية كما تنكمش قشرة ثمرة الفاكهة اذا تعرضت للضوء والحرارة فترة من الزمن
فظهرت تضاريسها جبالا ومنخفضات وسمي الله اليابسة ارضاً
وبدأت قشرتها تبرد فأمر الله فنبتَ بها عشبٌ وحين ازدادت البرودة أنبت الله البقوليات ثم بعدها تهيأ سطح الارض اكثر فخلق الله الاشجار
لِتُنْبِتِ الأَرْضُ عُشْبًا وَبَقْلًا يُبْزِرُ بِزْرًا، وَشَجَرًا ذَا ثَمَرٍ يَعْمَلُ ثَمَرًا كَجِنْسِهِ،
ثم جاء اليوم الرابع فأخذ الرب الأله من النور السديمي قبساً وصنع نجماً يضيء للارض نهاراً سماه شمساً ..
و قمراً يعكس ضوء الشمس فيضيء ليلاً
وصار نهاراً وصار ليلاً
وخلق الله النجوم..
عَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ.
وفي اليوم الخامس .. خلق الله اسماكاً في البحار ، وطيوراً في جلد السماء
ولكن في هذا اليوم حدث امرٌ عجيبٌ وظل سراً مخفيا وغير مفهوم لألآف السنين
لقد خلق الرب الإله تلك التنانين العظام والديناصورات الضخمة
فَخَلَقَ اللهُ التَّنَانِينَ الْعِظَامَ
خلقت في اليوم الخامس واختفت في اول اليوم السادس
كان منها ما يسير علي الارض او يعوم في المياه او يطير في جلد السماء
كان وزن بعضها يتجاوز اثني عشر طناً وطولها اكثر من سبعة وعشرين متراً وغيرها من زواحف مائية هائلة الحجم ذات الزعانف التي تمكنها من الحركة وزواحف طائرة كانت المسافة بين جناحيها اكثر من ثماني أمتار .
لماذا وجدت تلك الديناصورات ؟؟
ولماذا اختفت فجأة من مسرح الحياة قبل اليوم السادس؟؟
لقد وجدت لتمهد الأرض.. وتمتص جزءاً من حرارتها
وتعد الأرض لاستقبال المخلوق الأسمي ..
فكانت بأجسامها الضخمة قادرة على تمهيد الأرض الوعرة وتسويتها محتملة الحركات الأرضية وانكساراتها فكانت تجهز الأرض لسكني من خلقت له ..
ثم أمرها الله فانتهى دورها فوق الأرض ليبدأ دورها في باطنها فحين انتهت حياتها فجأة في نهاية اليوم الخامس نتيجة لحدوث عصر جليدي شديد البرودة في الأرض سمي بالعصر الطباشيري ( الكريتاسي) ادي لاندثار اكثرها ..
وانتهت بقيتها حين تعرضت الأرض لنشاط بركاني هائل وسقوط امطاراً حمضية نتيجة لذلك أدت الي انقراض البقية فدفنت في باطن الارض واسفل البحار والمحيطات وحول الخلجان
ونتيجة للضغط والحرارة الهائلين في باطن الأرض تتحول أجسادها لوقود هائل وغاية في الأهمية لحياة المخلوق الموعود الذي لأجله وجدت ولأجله اختفت
فلم تكن تصلح للحياة معه لضحامتها تلك فقد تقضي عليه بسهولة
او تنهي ما في الأرض من طعام يصلح له
كان الله يعد الأرض كأب يعد غرفة جديدة لمولود منتظر
ثم بدأ اليوم السادس للخليقة
فيخلق الرب الإله الحيوانات المستأنسة ودعاها بهائم
والحيوانات البرية المفترسة ويدعوها وحوش
والحيوانات الصغيرة التي تدب علي الأرض قططاً وكلابا واشباهها ودعاها دبابات
لِتُخْرِجِ الأَرْضُ ذَوَاتِ أَنْفُسٍ حَيَّةٍ كَجِنْسِهَا: بَهَائِمَ، وَدَبَّابَاتٍ، وَوُحُوشَ أَرْضٍ كَأَجْنَاسِهَا
وهنا اكتملت الأرض وتهيأت واستعدت لاستقبال رأس الخليقة وملكها وسيدها
الذي لأجله صُنع الكل
واكتمل العمل لحضوره ..
لتبدأ قصتنا مع الأولين !!
فماذا حدث في نهاية اليوم السادس ؟
ولِمَ كان هذا اليوم هو الاهم علي الاطلاق ؟؟
عصام الجوهري
كاتب و روائي مصري
كاتب و روائي مصري
6/5/2020.
إرسال تعليق